في وداع غابو ومرسيدس
50.00د.إ
يقدّم رودريغو عن والده لوحة عاطفية مؤثرة حيث يتحدث عن حالة النسيان التي أصابت والده (ربما كان مرض الزهايمر)، وجعلته محبطاً قانطاً وعاجزاً عن الكتابة أو التعرف على الوجوه المألوفة له. لدرجة أنه عندما كان يقلّب صفحات أحد كتبه بدت عليه ملامح الدهشة لرؤية صورته على الغلاف، وقد تساءل مرةً: من أين أتيت بكل هذا الكمّ من المشاهد والأحداث؟
ولما تطورت لديه حالة النسيان والخرف، بقي محتفظاً بروح الدعابة الساخرة، فكان يقول على سبيل المثال: “انا أفقد ذاكرتي لكن لحسن الحظ أنسى أنني أفقدها! وبقي قادراً على ترديد أشعار قديمة، ويغني فقرات من أغان كولومبيّة.
كان ماركيز يهتم كثيراً برسم صور الذاكرة والزمان في رواياته، ومع اشتداد حالته سوءاً، أشرف على فقدانها، وهو الذي كان يقول “إن الذاكرة هي أداتي ومادتي الخام… لا أستطيع الكتابة بدونها”. وأدرك رودريغو أن أسوأ ما في وفاة والده، أنه يمثّل الجزء الوحيد في حياته الذي ليس بمقدوره الكتابة عنه!
ويذكر الابن عبارة والده التي كان يرددها كثيراً: “للإنسان ثلاث حيوات، حياة عامة وحياة خاصة وحياة سرية”. ووصف رودريغو أمه مرسيدس لحظة رحيل أبيه عام 2016 كيف كانت امرأة قوية أخفت حزنها وبكاءها وسط شهقات متقطعة لكنها بقيت متماسكة.
ويقول رودريغو: “بقيت حتى مماتها في آب 2020 امرأة مستقلة معتدة بنفسها لدرجة صارمة حتى إنها حين أشار لها الرئيس المكسيكي في كلمته بوصفها (أرملة) في أثناء الاحتفال التذكاري بالراحل في قصر الفنون الجميلة في مكسيكو سيتي، هددت بأنها ستصرح لأول صحفي تقابله عن خططها للزواج مرة أخرى!”.
الوزن | 0.20 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 14.5 × 21.5 سنتيميتر |
المؤلف | |
المترجم | |
الناشر | |
سنة النشر |
2022 |
عدد الصفحات |
– |
نوع الغلاف |
ورقي |
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.